المطلب الخامس: للکلمات العربیة حالتان:
فالصّرف: علمٌ بأصولٍ تُعرف بها صِیَغُ الکلمات العربیة و أحوالُها التی لیست بإعراب و لا بناء، فهو علم یَبحث عن الکَلِم من حیث ما یعرِض له من تصریف و إعلال و إدغام و إبدال و به نعرِف ما یجب أن ت علیه بُنیة الکلمة قبل انتظامها فی الجملة، و موضوعة الاسم المُتَمَکِّن (أی المعرَب) و الفعل المتصرّف. فلا یبحث عن الأسماء المبنیّة، و لا عن الأفعال الجامدة، و لا عن الحروف، و قد کان قدیماً جزءاً من علم النحو.
و الإعراب (و هو ما یُعرف الیومَ بالنّحو) علمٌ بأصول تُعرف بها أحوالُ الکلمات العربیة من حیثِ الإعراب و البناء، أی من حیث ما یعرض لها فی حال ترکیبها، فبِهِ نعرف ما یجب علیه أن ی آخِر الکلمة من رفع، أو نصب، أو جرّ أو جزم، أو وم حالة واحدة، بعد انتظامها فی الجملة، و معرفته ضروریة لکل مَن یُزاولُ (یمارِسُ) الکتابةَ و الخطابةَ و مُدارَسةَ الآداب العربیة.
المطلب السادس: کلّ علم من العلوم المدوَّنة، مرکب من:
و أمّا علم النحو، فمسائله هى القواعد المتخذة من کلام العرب الاصیل کقولنا: «کل فاعل مرفوع» و «کل مفعول منصوب» و هکذا، و هى تحصل من تتبع کلام العرب و استقرائه، و اما مبادیه التصوریة هى تعریفات ما اصطلحوا (ما اتّفقوا) علیه من المبتدا و الخبر و غیر ذلک، و أمّا مبادیه التصدیقیة فإنّما هى مبدء واحد، و هو استعمال العرب الصمیمة (الخالص، الأصیل) الذى یُعلم بتتبّع کلامها، و أمّا ما ذکره النحاة فى کتبهم من العلل، فمناسبات ذکروها بعد الوقوع، و تخیلات نسجوها على منوال الخیال، و تلک لا علمَ و لا توجِب علماً، فالمتّبع هو المتتبِّع من استعمال العرب[1].
[1]. علوم العربیّة، ج2، ص14و15.
درباره این سایت